هذه هى الحياة وهؤلاء هم العظماء
زعموا ان رجلا كان لديه حصان كان عائدا ذات مرة الى قريته
فسقط منه الحصان فى بئر عميقة حاول جاهدا ان يخرج حصانه ولكن هيهات هيهات
فكر ايترك حصانه هكذا يموت من الخوف فى كل دقيقة الف مرة
فماذا لو دفنته مكانه وقصرت عليه رحلة عذابه وجعلت موته مرة واحدة
نادى اهل اقرية ليساعدوه فى دفن الحصان فاتوا جميعا ليساعدوا هذاالرجل فى دفن حصانه
واتى كل واحد منهم بكل ما يستطيع من حجارة ورمال واتربة
واخذوا يلقون ما لديهم داخل البئر
تخيلوا ماذا حدث
هل مات الحصان
الغريب ان الحصان لم يمت بل الاغرب ان الحصان خرج من الحفرة سالما
رغم هذا الكم الهائل من الحجارة التى رجم بها داخل هذه الحفرة
ورغم هذه الرمال وهذه الاتربة التى القيت فوق راسه لتبلعه بين حباتها وتكون قبره
اتدرون ماذا فعل الحصان
هل اقعى على ذنبه يندب حظه واستسلم لهذا الاعصار المتدفق فوق راسه من الحجارة
حتى يكون بئره هو قبره
اذكر تلك الحكمة الجميلة
والتى كانت طوق نجاة القاها الى صديق لما غرقت ذات مرة فى بحر من المشاكل والهموم
قال لى
اصنع من الحجارة التى تقابلك سلما تصعد عليه ولا تجلس فوقتها تشتكيها
وهذا هو ما صنعه الحصان الحكيم
كان كلما رموه بحجر انتفض بجسمه ليسقط الحجر تحت اقدامه ليصعد عليه نحو قمة البئر درجة
كان كلما القوا عليه رمالهم وترابهم واوساخهم وكل ما لديهم من اذى
صبر على اذاهم وانتفض انتفاضة المارد واسقط الرمال تحت قدميه وارتقى نحو المعالى درجة
الحياة احبتى بحر مليء بالمتاعب وقد غرق فيه كثيرون ممن ليست لديهم حكمة هذا الحصان
كثيرون منا اتهموا بقلة الادب وعدم الاحترام
لكن لم نجد منهم الا القليل ممن يردوا على الاساءة باحسان
الامام احمد ابن حنبل قد سبه رجل وفى المساء اهدى اليه الامام طبقا من التمر
تعجب الحاضرون فقال الامام هو قد اهدى الى حسناته فلا اقل من ان اهدى اليه طبقا من التمر
كثيرون منا تعرضوا للنقد الجارح
لكن لم نجد من بينهم من يبعث برسالة شكر لمن وجهوا اليه نقدهم
شكرا لهم ان ارشدوه الى مواضع ضعفه
كثيرون منا يرمى كل يوم بالف حجر
لكننا لم نرى احدا فى شموخ وعظمة النخيل
كلما يلقى بحجر يلقى اطيب الثمر
كثير منا يرمى كل يوم بالف حجر
لكن القليل من يصبر القليل من من يضع تلك الحجارة تحت اقدامه ويصعد فوقها ليحلق فى سماء العظمة
القليل منا من يضع مشاكله تحت اقدامه يطؤها بحذائه ولا يضعف ولا يلين فى مواجهتها وبدلا من ان تغرقه هى يغرقها هو فى بحر عظمته
القيد قد ادمى معصم الكثيرين لكن القليلون منهم هم الذين قيدوا قيدهم وعلوا فوق سطوة انفسهم وملكوا زمام شهواتهم
وصبغوا سواد مصائبهم ببياض تفاؤلهم حتى صنعوا من الملح الاجاج شرابا سائغا للشاربين
لونوا الشدائد بفرشاة تفردهم حتى حولوا ركام الحياة الى صورا تبهر الوجود وعبروا فوق اشلاء فشلهم الى قمة مجدهم
هذه احبتى هى الحياة
وتلك مقومات العظمة
فلنعلوا فوق مشاكلنا
فلنضعها تحت اقدامنا ونصعد عليها درجة
واذا رمينا بحجر
ارى انه بدلا من ان نلتفت وراءنا
ونضيع الوقت فى البحث عمن رمانا بالحجر
من الحكمة ان نضع الحجر تحت اقدامنا ونصعد فوقه للعظمة درجة
الحياة هى الحياة لن تتوقف عن رمينا بكل ما تملك من قوة
لن تتوقف عن ايذائنا عن رمينا بحجارتها واوساخها
هذه هى سنتها وهذا هو شانها
فلنكن نحن اذن فى عبقرية الحصان
ولنضع كل هذه الحجارة تحت اقدامنا
ونصعد فوقها للمجد خطوة
وعما قليل
لما ينزاح الستار
سترى الناس احد اثنين
رجل فى القمة
يرمقه الناس بابصارهم ويتمنون مكانه
ورجل فى القاع تدوسه الاقدام
فاختر لنفسك مكانا
اما قاع البئر
حيث لا احد هنالك معك يؤنس وحدتك الا اوجاعك واحزانك وبقايا فشلك
ولحظات صعبة اقلها ان يكون الموت اقصى امنياتك
واما قمة المجد
حيث السعادةوالهناءة ولذة الانتصار
وتاريخ يكتب على جبهة الحياة
يقرؤه ابناؤك من بعدك
ويقولون هنا كان ابى
ويسير الباقون على نهجك بعد موتك
وتكون انت من رسمت خطاهم
ويوم القيامة الانتصار الاكبر والسعادة المطلقة
لما يؤمر بك لتزفك الملائكة الى الفردوس الاعلى زفا
فاختر لنفسك مكانا
الان
الان
اما ان تكون
او لا تكون