تــقــريــر حول :
مرض إنفلوانزا الخنازير
يشمل التقرير :
1- بدية ظهور المرض .
2- إنتقال المرض من المكسيك .
3- أعراض المرض .
4- كيف تتم السيطرة على هذا المرض
.
* بداية ظهور المرض :
ظهرت الإصابات الأولى بهذا المرض في المكسيك، وذلك ضمن ثلاث مواقع معلومة وهي: العاصمة المكسيكية "مكسيكو ستي"، حيث أعلن عن وفاة 20 شخصا جراء هذا المرض في أول بيان صدر عن الجهات الصحية المكسيكية. والموقع الثاني في الوسط، وبالتحديد في "سان لويس بوتوسي"، حيث أعلن عن 24 إصابة، بينها 3 حالات وفاة، والموقع الثالث في مدينة "مكسيكاني"، الواقعة على الحدود المكسيكية الأمريكية. كما أن هناك ما يزيد عن ألف وستمائة حالة مشتبه بها، وتنتظر نتائج التحاليل المختبرية، بينما تتوارد الأنباء على أن أعداد الإصابات والوفيات بهذا المرض في تزايد مستمر مع مرور الزمن.
* إنتقال المرض من المكسيك :
تسلل الفيروس من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اكتشف عدد من الحالات غير قاتلة في مدينة كاليفورنيا. كما أن ثمة حالات مشتبه بها في مدينة تكساس ونيويورك، إذ تم حجز 75 طالبا يشكون من علامات المرض حتى التحقق من نتائج فحوصاتهم.
كما أظهرت التحاليل المختبرية ، بأن نوعية الفيروس المسؤول عن المرض في الولايات المتحدة هو نفسه الذي يسبب وباء إنفلونزا الخنازير في المكسيك. وهنا تثار الأسئلة حول طبيعة هذا المرض وإمكانية انتشاره في سائر بقاع العالم، خصوصا بعد توارد الأنباء عن حصول إصابات وحالات مشتبه بها في كل من كندا ونيوزلندا وأسبانيا وبريطانيا وفرنسا والسويد والدانمارك والبرازيل وبيرو وكولومبيا وإسرائيل وأستراليا وغيرها من الدول .
* أعراض مرض إنفلوانزا الخنازير :
أعراض إنفلوانزا الإنسان هي / ارتفاع درجة حرارة الجسم، النحول العام، فقدان الشهية للطعام، صداع شديد وآلام في العضلات والظهر، إضافة إلى التقيؤ والإسهال في بعض الأحيان أو التهابات في المجاري التنفسية تتميز بالسعال وضيق النفس ، تظل لمدة أيام ثم يشفى الإنسان منها .
و وجه الإختلاف بين إنفلوانزا الإنسان و و إنفلوانزا الخنازير في الآتي :
إن الفيروس المسؤول عن إنفلونزا الخنازير، والذي يرمز له بـ" أي . أش1 . أن1 " قد تحوّر وأصبح بتركيبة جديدة غريبة، تحمل ثلاث صفات جينية، وهي: جينات فيروس إنفلونزا الطيور + جينات فيروس إنفلونزا الخنازير، وهي على نوعين + جينات فيروس إنفلونزا الإنسان !
هذه التركيبة الجديدة جعلت هذا الفيروس الهجين ذو شراسة وتأثير فتاك على الإنسان، حيث إن المصاب يشكو من أعراض أنفلونزا شرسة، تتسم بالتهابات رئوية حادة قد تؤدي بحياة المريض .
كما أن هذا النوع من الفيروسات الهجينة ينتقل من إنسان إلى إنسان، ويصيب الشباب الذين يتمتعون عادة بمناعة قوية ولا يشكون من أي مشاكل صحية. وهذا ما يعطي إشارة تحذير حمراء، توحي بخطورة هذا المرض وإمكانية انتشاره في سائر بقاع العالم. لقد صرّح بهذا الصدد "داف دياغل"، مسؤول قسم السيطرة والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال: "لأوّل مرة نرى فيروسا متحور يمتلك ثلاث أصول متباينة"!
* كيف تتم السيطرة على هذا المرض المعدي :
أن السيطرة التامة على مثل هذه الأوبئة ليست مهمة سهلة، وكما أشارت رئيسة منظمة الصحة العالمية أمام الصحفيين، حيث قالت: "إننا قلقون، فالموقف خطير ويتطلب الإسراع في احتوائه والسيطرة عليه".
وفي هذا الشأن، لابد أن نبيّن بعض النقاط العامة التي ربما تلعب دورا رئيسيا وهاما في احتواء وتحجيم الأمراض السارية والمعدية، كمرض إنفلونزا الطيور أو الخنازير أو غيرها، ومنها :
1ـ مكافحة الأمراض المعدية والفتاكة هي مسؤولية الجميع، وليست مسؤولية محددة بطرف واحد من الأطراف. تبدأ هذه المسؤولية بالفرد نفسه وبالعائلة وتمر بالمجتمع ككل، وتلعب الحكومات والمنظمات الصحية المحلية والعالمية دورا هاما في السيطرة على مثل هذه الأمراض. التوعية والتثقيف الصحي واتخاذ أساليب الحيطة والحذر والترقب، هي ضروريات مبدئية يمارسها الجميع من أجل كشف الحالات المرضية الجديدة والتعامل السريع معها من أجل تجنب العدوى .
2ـ التخلص السريع من الخنازير المصابة أو المشتبه بإصابتها أو القريبة من الخنازير المصابة، وعدم لمسها أو الاقتراب منها، وإخبار السلطات الصحية المحلية بوجود حالات إصابة مشتبه فيها من أجل التخلص منها وبالسرعة الكافية .
3- إجراء التحاليل المختبرية على الحالات المشتبه بها بين البشر، وعزل المرضى في مستشفيات خاصة وتقديم العلاج اللازم لهم، وهو (في الوقت الحاضر) نفس الدواء المستخدم في معالجة مرض إنفلونزا الطيور، أي ما يسمى بعقار "تاميفلو"، وكذلك عقار الـ"ريلينزا". كما يجب استخدام هذه الأدوية فقط عند حدوث المرض أو الاشتباه به وليس كحالة وقائية، كي لا تحصل مقاومة مكتسبة عند الفيروس، الذي قد لا يتأثر بالدواء عند استخدامه في الحالات المرضية الحقيقية .
4- في المناطق الموبوءة، يجب غلق الأماكن التي يزدحم فيها الناس، كالمدارس والجامعات والنوادي والملاهي والمطاعم وأماكن العبادة، لتجنب انتقال العدوى بين الناس .
5- لبس الأقنعة الواقية في الأماكن المزدحمة، كالأسواق والشوارع ووسائط النقل، وتجنب المصافحة والتقبيل أو استخدام أواني وصحون الغير، كما يجب غسل الأيادي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم الواحد وعدم البصاق في الأماكن العامة، لأن مثل هذا الفعل قد ينثر الفيروسات في الفضاء، التي تدخل بدورها إلى المجاري التنفسية للأصحاء أثناء عملية التنفس .
6- التطعيم ضد المرض ضروري من أجل زيادة مناعة الجسم ضد هذه الفيروسات الهجينة، ولكن توفر الكميات الكافية للقاح الجديد، يتطلب بعض الوقت، والذي يتراوح بين 4 إلى 6 شهور، وقد يستخدم اللقاح ضد الإنفلونزا الموسمية كبديل مؤقت إلى أن يُوفر اللقاح الصحيح، لكن أكثر الأطباء يشكون في فعالية ذلك ولا يرون فائدة منه .
7- هذا المرض لا يستثني الدول الإسلامية إذا ما انتشر بين الدول، رغم غياب الخنازير من المزارع والحقول والأسواق فيها، لأن هذا المرض المعدي صار ينتقل بين الناس بسبب وجود الفيروس المتحور الجديد، وليس بالضرورة أن ينتقل من الخنزير إلى الإنسان فقط .
فعلى السلطات الصحية أن تتخذ إجراءات الحيطة والحذر من أجل التعامل مع هذا الوباء إن امتد إليها، وأعني توفير كميات مناسبة من الأدوية المضادة للفيروسات، تهيئة مستشفيات العزل وتزويدها بما يلزم، توفير الأقنعة الواقية، مراقبة المسافرين والقادمين من الدول الموبوءة، نشر الوعي الصحي بين أبناء المجتمع، والتنسيق مع منظمات الصحة العالمية المهتمة بهذا الشأن