إذا رأيت رجلا يمشي في الطريق منفوش الرأس,شارد النظر,قد لبس معطفه على القفا , ومشى على غير هدى,قلتم إنه مجنون , وقد يكون مجنونا ولكنه ليس فيلسوف,أوشاعر, أو رياضي..
وإذا سمعتم أن رجلا لا يفرق بين السراويل والقميص , ولا بين الجمعة والخميس , قلتم أنه مجنون..
ولكن (أناتول فرانس) دعي إلى وليمة يوم الأحد, فذهب يوم السبت ,ولبث ينتظر متعجبا من تأخر الغداء, ولبثت ربة الدار تنظر متعجبة من هذه الزيارة المفاجئة, ثم لم يرض أن يصدق أنه يوم السبت, فهل كان (أناتول) نابغ قومه في البلاغة مجنونا؟؟
وإذا بلغكم أن إنسانا نسي اسمه , قلتم أنه مجنون, ولكن الجاحظ نسي كنيته, وطفق يسأل عنها حتى جاءه من يبشره بلقياها, فقال له: أنت أبو عثمان.
فهل كان الجاحظ عبقري الأدب ولسان العرب مجنونا؟؟
ونيوتن.. قد كانت في داره قطة, كلما أغلق عليه بابه, وقعد على مكتبه ومباحثه, أقبلت تخمش الباب وتقشقش بأظفارها, فتشغله عن عمله حتى يقوم فيفتح لها, فلما طال عليه الأمر؛كد ذهنه, وأطال بحثه, فاهتدى إلى المخرج, ففتح في أسفل الباب فتحة تمر منها, فاستراح من شرها, ثم ولد لها ثلاث قطيطات , ففتح لكل واحدة منها فتحة..
لم يستطع هذا العقل الكبير الذي وسع قانون الجاذبية أن يتسع لحقيقة صغيرة هي أن الفتحة تكفي القطة الأم وأولادها.
* كيف يكون عاقلا من باع الجنة بما فيها بلذة ساعة!
اللهم إني أسألك الجنة وما يقربنا إليها من قول وعمل
اللهم تقبل منا صالح الأعمال.