بينما أقرأ كتابا ،
صادفتني حكمة للإمام علي كرم الله وجهه و
تأملتها طويلا و أعجبت بها صراحة ,
و هي قولــه :
( أحِبَّ من شِئْتَ فأنت فاقِدُه ) ,,
لأستنتج أنه علينا أن نعيش السعادة كلحظة
مهددة و نتهيأ مع كل إمتلاك لحتمية فقدان ..
و مثلما يقوم نزار قباني بتمارين يومية في الحب,
علينا أن نقوم يوميا بالتمرن على فاجعة فراق أقرب الناس إلينا ,
كي نحافظ على لياقتنا العشقيه ..
و نقوي عضلة القلب بالإنقطاع فترة عن الذين نحبهم ،،
و ما أعنيه هنـــا هو ذلك الألم الذي يلي الفراق ,
فكم هو جميل لو إستطنا الإحتفاظ بجمالية الحب حتى بعد الفراق ،
لو أن هذا الحبلم يمضي بنا صوب خلافات و إكتشافات تشوه الحلم فينـا ،
و أن لا يمت ذلكالحب الكبير صغيراً ..
و أجد نفسي لا أتفق البتة مع محمود درويش حين يقول :
( لا أحب من الحب سوى البدايات ) ,,
فأبداً ليست البدايات هي التي تصنع الحب ,
بل ما يصنع الحب هو ذلك الكوكتيل من العواطف
المتاداخلة و المتدافعة و المتناقضة مدّاً و
جزرًا ,, حبًّا و كراهيه .. ,,
و أخيراً : أود أن أشير إلى نقطة مهمة أكرهها بشدة ,
و هي نوع معين من العشاق السذج الذين تصورو
الحيـاة العاطية بثوابت أزلية و ذهبو ضحية هوسهم بعبارة :
( إلى الأبد ) ,,
معتقدين أن كل الحب هو الحبالكبير و الأخير ،
و يحيطون سياجا على نفسهم رابطين قلوبهم بأول
حب غير مدركين أن الحب رغم كونـه إمتلاك !!
فهو تمرين يومي على الحرية أي على قدرتنـا على الإستغناء على الآخر حتى لو إقتضى الأمر ,
بقائنا أحيانا عاطلين عن الحب, !
و المشكلة أن هناك عشاقا يرون في عذابهم متعة
أهون من أن يتقاعدو من الحب!
وهذه قـــمة السذاجـــة ،،
مما خالجني ،،