تخيل نفسك في أتم الاستعداد والتأهب والترتيب لموعدٍ ما حلمت به منذ سنوات ... ها قد اقتربت اللحظة وهيا لأقوم بكل شئ يجعل وصولي لذاك الموعد ميسراً ومبسطاً حتى استمتع بكل لحظاته ..
وبالفعل انت في الطريق للذهاب هناك ولنشبه الامر بانتظارٍ في محطة قطاراتٍ ضخمةٍ مليئةٍ بالناس ومتعددة الرحلات ... هاقد وصل قطارك الذي سينقلك لموعدك وبالفعل بدأت تستعد للركوب ولكن تذكرت انك فقدت شيئاً ما في مكان قريب هنا!!
ذهبت لتبحث هنا وهناك دون فائدة عدت ادراجك لتجد بأن القطار قد فاتك!!
بعد حزن قاتل قررت الركوب في القطار التالي عل وعسى ان يصل بك الى مرادك!!
واذا بك تتفاجأ بسوء القطار البديل وكل شيءٍ يخصه وقد نالك من التعبِ والعذاب ما أنهك كل قواك وسلب عافيتك ومع هذا مازلت مصمماً على الوصول لما تريد ...
وفجأة تجد نفسك مرةً أخرى خارج القطار لاسباب خارجةٍ عن إرادتك وأنت في طريقٍ غير معلوم ولا مفهوم !!
وانت تعلم تمام العلم ان الموعد الحلم قد غادر وربما ولى بلا رجعة!!
الأهم الان هو أن أبقى على قيد الحياة لا خوفاً من الجوع والعطش ولا من السقم والتعب بل من الاحساس بالفشل ، وبسبب سرطان اليأس الذي بدأ بأكل الدماغ معنوياً بكل ما يحمله من تبعاتٍ تجعلك تفكر في غياهب من البؤس والشقاء قبل ان تجربه واقعياً !!!
ياله من طريق مظلم مخيف لا تعلم من أين يأتي الرعب ولا من أين يسري هذا الالم ولا من اين نسجت تلك الاوهام التي بدأت تسري في مخيلتك مسرى النار في الهشيم!!
ربما تضطر للتوقف جانباً لأخذ استراحة .. قد تطول الإستراحة.. قد تكون سلبيةً فتتآكل كل بقايا فتات العزيمة والامل لديك!!
قد تكون ايجابية .... بعد التفكير فيما قد يشد الهمة ويشحذ العزيمة وأولها الاتكال على الله وطلب العون منه وحده قبل كل شي و الثقة بأنه مع عبده طالما كان عبده في حاجته خاضعاً املاً برحمته!!
وبعدها .... التخطيط جيدا ونسيان ذلك الموعد بعد تذكر انها حياة تدور وتدور وتتبدل كل اشكال الحياة عليها ، وستعاود السير مرة اخرى وستجد انه الطريق قد انير مرة اخرى وستصل الى مبتغاك و سيتغير الحلم الى اخر وبقليل من الحذر والحيطة والإتعاظ مما حدث .. ستكون حققت كل ما اردت سابقاً من خلال تحويل حلمك الجديد الى واقع ملموس!!
تلك القصة هي تشبيه بسيط لقصصٍ وأحلام و بنات افكارٍ وهمية قد قتلت او قتلناها او قتلوها!! بعد ان كنا نمني النفس بتحقيقها او تحققها!!
وبعد مرحلة فشلها ندخل انفسنا الى جحيم صنعناه بانفسنا!!
اذا اردت ان تقتل نفسك وانت في أوج توهج حياتك ماعليك سوى التفكير بما سيحدث بعد تجربةٍ ما فشلت او حلمٍ قد قتلته يدك
بكل سهولة ، اذا اردت ان تجرب جحيماً من نوعٍ أخر ,,, كل ماعليك هو أن تتجرع جرعة من التشاؤم قليلاً وتتذكر ما سيقتل كل خلايا الابتسامة فيك وتغوص في تفكيرٍعميق فيما يقتل بصيص الأمل في حياتك ...
ولكن قد تستفيق عقولنا العظيمة وتنتفض على نبضات قلوبنا البلهاء وقد لوثت نبضاتها بامواج العاطفة,,, ولكن في حالات الضعف والتشاؤم يتلف العقل بجيوشه الجبارة ليتغطى بنبضات القلب ليصبح كالطفل الخائف الذي احتضن اي حضنٍ سيقابله خوفاً من اي شيءٍ يعكر صفو براءته ولهوه!!
قد أجبرته تلك النبضات وامواجها على الغوص في محيطٍ لا قرار له .... يفرح ويبكي .... ينشط ويخمل .... يُحيي ويقتل .... يلملم بقايانا بعطف ويصفعنا باعنف اللطمات التي تسحق كل ماتبقى في ذاك العقل العظيم المريض!!
لن أتعب عقولكم مع تلك الأحرف فلا أريد لها أي مسبباتٍ للمرض وللألم ويكفي ما يشغلكم أياً كان ,,,,انه محيط أحلام اليقظة الكبير!!
ان اسوأ اللحظات هي تلك اللحظات الغريبة ولن أصفها بأي وصفٍ سئ ولكن اعلم ان الجميع يريد وصفها بأقبح ما يمكن!!... هي تلك اللحظات التي يُلغي فيها القلب العقل!!
فلو فكر كل شخص منا بعقله قليلاً بعد التوكل على الله وطلب العون منه.. والتذكر جيداً بأن الإعتماد على التفكير القلبي قد أضر بنا ، لن يقع في هذا المحيط المتخبط من المشاعر البشرية السوداوية!!
ولتكن تلك المحطات التي تخبطنا فيها واضعنا فيها بعض احلامنا.. مجرد محطات زائلة في حياة لا ينفع فيها الندم ولا الالتفات الدائم للخلف بل ولتكن بداية الطموح للوصول لبدائل قد تتفوق في روعتها ولذتها على الاساس مما قد ضاع من احلام واماني وطموح!!
وتذكروا جيدا:
عندما تتلاطم بحور البؤس والشقاء مع امواج الحزن والضياع
لابد لنور الأمل والإرادة ان يولدوا تلك العزيمة التي ستكون كالصخرة التي تتحطم عليها تلك البحور والامواج التعيسة!!
تحياتي