كيف تعرفت علي الموقع : من خلال صديقالمزاج : عدد المساهمات : 861المهنة : نقاط : 6732السمعة : 48تاريخ التسجيل : 03/10/2009العمر : 30 المواضيع المميزة للعضو :
مكتبة أفلام الساموراي
موضوع: قصة قارون مع موسى عليهما السلام الأربعاء سبتمبر 22, 2010 5:30 pm
قصة قارون مع موسى عليهما السلام
قال الله تعالى: {إِنَّقَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَىعَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِيالْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْإِنَّ اللَّهَ لايُحِبُّ الْفَرِحِينَ، وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَالآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَاوَأَحْسِنْ كَمَاأَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِإِنَّاللَّهَ لا يُحِبُّالْمُفْسِدِينَ، قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىعِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْقَبْلِهِ مِنْ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّمِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُجَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ الْمُجْرِمُونَ، فَخَرَجَعَلَىقَوْمِهِ فِي زِينَتِهِقَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَايَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّعَظِيمٍ، وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَوَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِخَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّالصَّابِرُونَ، فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِالأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُمِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْالمُنْتَصِرِينَ، وَأَصْبَحَ الَّذِينَتَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِيَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُمِنْعِبَادِهِ وَيَقْدِرُلَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَاوَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ، تِلْكَ الدَّارُالآخِرَةُنَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لايُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلافَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. قالالأعمش عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كانقارون ابن عم موسى، وكذا قال إبراهيم النخعي وعبدالله بن الحارث بن نوفل،وسِماك بن حرب وقتادة ومالك ابن دينار وابن جريج وزاد فقال: هوقارون بنيصهب بن قاهث، وموسى بنعمران بن قاهث. قال ابن جرير وهذا قول أكثر أهلالعلم: أنه كان ابن عم موسى، وردَّ قوله ابن إسحاق إنه كان عم موسى.وقالقتادة: وكان يسمى المنّورلحسن صوته بالتوراة، ولكن عدو الله نافق كمانافق السامري، فأهلكه البغي لكثرة ماله. وقال شهر بن حوشب: زاد فيثيابهشبراً طولاً ترفعاً علىقومه. وقد ذكرالله تعالى كثرة كنوزه؛ حتى إن مفاتحه كان يثقل حملها على الفناممن الرجال الشداد، وقد قيل إنها كانت من الجلودوإنها كانت تحمل على ستينبغلاً، فالله أعلم. وقد وعظهالنصحاء من قومه قائلين: {لا تَفْرَحْ} أي لا تبطر بما أعطيتوتفخر على غيرك، {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّالْفَرِحِينَ، وَابْتَغِفِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ} يقولون: لتكن همتكمصروفةلتحصل ثواب الله في الدارالآخرة، فإنه خير وأبقى، ومع هذا {وَلا تَنسَنَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا} أي وتناول منها بمالك ما احل الله لك،فتمتعلنفسك بالملاذ الطيبةالحلال، {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُإِلَيْكَ} أي وأحسن إلى خلق الله كما أحسن الله خالقهم وبارئهمإليك {وَلاتَبْغِ الْفَسَادَ فِيالأَرْضِ} أي ولا تسيء إليهم ولا تفسد فيهم،فتقابلهم ضدَّ ما أمرت فيهم فيعاقبك ويسلبك ما وهبك، {إِنَّاللَّهَ لايُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
فما كانجواب قومه لهذه النصيحة الصحيحة الفصيحة إلا أن {قَالَ إِنَّمَاأُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} يعني أنا لاأحتاج إلى استماع ما ذكرتم،ولا إلى ما إليه أشرتم، فإن الله إنما أعطاني هذا لعلمه أنيأستحقه، وأنيأهلٌ له، ولولا أني حبيب إليه وحظي عنده لما أعطاني ما أعطاني. قال اللهتعالى رداً عليه فيما ذهب إليه: {أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّاللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنْالقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّمِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمْالْمُجْرِمُونَ} أي قد أهلكنا من الأمم الماضينبذنوبهم وخطاياهم من هوأشد من قارون قوة وأكثر أموالاً وأولاداً؛ فلو كان ما قال صحيحاًلم نعاقبأحداً من كان أكثر مالاًمنه، ولم يكن ماله دليلاً على محبتنا لهواعتنائنا به، كما قال تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاأَوْلادُكُمْبِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَوَعَمِلَصَالِحاً} وقال تعالى: {أَيَحْسَبُونَإنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْمَالٍ وَبَنِينَ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لايَشْعُرُونَ} وهذا هو الرد عليه يدل علىصحة ما ذهبنا إليه من معنى قوله: {إِنَّمَاأُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي}. وأما منزعم أن المراد من ذلك أنه كان يعرف صنعة الكيمياء. أو أنه كانيحفظ الاسم الأعظم فاستعمله في جمع الأموال، فليسبصحيح؛ لأن الكيمياءتخييل وصنعة، لا تحيل الحقائق، ولا تشابه صنعة الخالق. والاسمالأعظم لايصعد الدعاء به من كافربه، وقارون كان كافراً في الباطن منافقاً فيالظاهر. ثم لا يصح جوابه لهم بهذا على هذا التقدير. ولا يبقى بينالكلامينتلازم، وقد وضحنا هذا فيكتابنا التفسير، ولله الحمد. قال اللهتعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} ذكر كثير منالمفسرين أنه خرج في تجمل عظيم؛ من ملابس ومراكبوخدم وحشم. فلما رآه منيعظم زهرة الحياة الدنيا تمنوا أن لو كانوا مثله، وغبطوه بما عليهوله،فلما سمع مقالتهم العلماء،ذوو الفهم الصحيح الزهاد الألباء، قالوا لهم: {وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً}أيثواب الله في الدار الآخرةخير وأبقى وأجل وأعلى. قال الله تعالى: {وَلايُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ}. أي وما يلقى هذه النصيحة وهذهالمقالة، وهذه الهمة السامية إلى الدار الآخرةالعلية، عند النظر إلى زهرةهذه الدنيا الدنية إلا من هدى الله قلبه وثبت فؤاده، وأيد لبَّهُوحققمراده. وما أحسنما قال بعض السلف: إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، والعقل الكامل عندحلول الشهوات!. قال اللهتعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُمِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِوَمَا كَانَ مِنْالمُنْتَصِرِينَ}. لما ذكرتعالى خروجه في زينته واختياله فيها، وفخره على قومه بها قال: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ} كما روىالبخاري من حديث الزهريعن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بيَنْارجل يجر إزارهإذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة". ثم رواهالبخاري من حديث جرير بن زيد، عن سالم، عن أبي هريرة عن النبي صلىالله عليه وسلم نحوه. وقد ذكر عن ابن عباس والسدي:أن قارون أعطى امرأةبغياً مالاً على أن تقول لموسى عليه السلام وهو في ملأ من الناس: إنكفعلتبي كذا وكذا، فيقال إنهاقالت له ذلك، فأرعد من الفرق وصلى ركعتين، ثمأقبل عليها فاستحلفها من ذلك على ذلك، وما حملت عليه، فذكرت أنقارون هوالذي حملها على ذلك. واستغفرتالله وتابت إليه. فعند ذلك خرَّ موسى للهساجداً، ودعا الله على قارون. فأوحى الله إليه: إني قد أمرت الأرضأنتطيعك فيه، فأمر موسى الأرضأن تبتلعه وداره، فكان ذلك، والله أعلم. وقد قيل:إن قارون لما خرج على قومه في زينته مرَّ بجحفله وبغاله وملابسهعلى مجلس موسى عليه السلام، وهو يذكِّر قومهبأيام الله. فلما رآه الناسانصرفت وجوه كثير منهم ينظرون إليه، فدعاه موسى عليه السلام فقالله: ماحملك على هذا؟ فقال: ياموسى أما لئن كنت فُضِّلت عليّ بالنبوة، فقدفُضِّلتُ عليك بالمال، ولئن شئت لتخرجن فلتدعون عليّ ولأدعون عليك. فخرجموسى وخرج قارون في قومه، فقال له موسى: تدعو أو أدعو أنا؟ قال: أدعوأنا، فدعا قارون فلم يجب له في موسى، فقال موسى: أدعو؟قال: نعم. فقالموسى اللهم مُر الأرض فلتطعني اليوم، فأوحى الله إليه إني قد فعلت.فقالموسى: يا أرض خذيهم. فأخذتهمإلى أقدامهم، ثم قال: خذيهم، فأخذتهم إلىركبهم، ثم إلى مناكبهم. ثم قال: أقبلي بكنوزهم وأموالهم، فأقبلتبها حتىنظروا إليها، ثم أشار موسىبيده فقال: اذهبوا بني لاوى فاستوت بهم الأرض. وقد رويعن قتادة أنه قال: يخسف بهم كل يوم قامة إلى يوم القيامة. وعن ابنعباس أنه قال: خسف بهم إلى الأرض السابعة. وقدذكر كثير من المفسرين هاهناإسرائيليات كثيرة، أضربنا عنها صفحاً وتركناها قصداً. وقولهتعالى: {فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِاللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ المُنْتَصِرِينَ} لميكن له ناصر من نفسه ولا منغيره كما قال: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ}. ولما حلبه ما حل من الخسف وذهاب الأموال وخراب الدار وإهلاك النفس والأهلوالعقار، ندم من كان تمنى مثل ما أوتي، وشكرواالله تعالى الذي يدبر عبادهبما يشاء من حسن التدبير المخزون، ولهذا قالوا: { لَوْلا أَنْمَنَّاللَّهُ عَلَيْنَالَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُالْكَافِرُونَ} وقد تكلمنا على لفظ ويكأن في التفسير وقد قال قتادة:ويكأنبمعنى ألم تر أن. وهذا قولحسن من حيث المعنى، والله أعلم. ثم أخبرتعالى أن {الدَّارُ الآخِرَةُ} وهي دار القرار، وهي الدار التييغبط من أعطيها ويعزَّى من حرمها إنما هي معدة {لِلَّذِينَلا يُرِيدُونَعُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً}. فالعلو هو التكبر والفخر والأشروالبطر. والفساد هو عمل المعاصي اللازمةوالمتعدية، من أخذ أموال الناسوإفساد معايشهم، والإساءة إليهم وعدم النصح لهم. ثم قالتعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}. وقصةقارون هذه قد تكون قبل خروجهم من مصر، لقوله: {فَخَسَفْنَابِهِوَبِدَارِهِ الأَرْضَ}. فإن الدار ظاهرة في البنيان، وقد تكون بعدذلك فيالتيه، وتكون الدار عبارةعن المحلة التي تضرب فيها الخيام؛ كما قالعنترة: يا دارعبلة بالجواء تكلمي ** ** ** وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي واللهأعلم. وقد ذكرالله تعالى مذمة قارون في غير ما آية من القرآن، قال الله، {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَاوَسُلْطَانٍ مُبِينٍ، إِلَىفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}. وقالتعالى في سورة العنكبوت بعد ذكر عاد وثمود: {وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَوَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِفَاسْتَكْبَرُوافِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ، فَكُلّاً أَخَذْنَابِذَنْبِهِفَمِنْهُمْ مَنْأَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْأَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَوَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُلِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْكَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}. فالذيخسف به الأرض قارون كما تقدم، والذي أغرق فرعون وهامان وجنودهما إنهم كانوا خاطئين. وقد قالالإمام أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا سعيد، حدثنا كعب بنعلقمة، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بنعمرو، عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً فقال: "من حافظ عليها كانت لهنوراًوبرهاناً ونجاة يومالقيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهانولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف". تفرد بهأحمد رحمه الله.
الرحال
عاقل ذهبي حبيب المنتدى
كيف تعرفت علي الموقع : صديقالمزاج : عدد المساهمات : 5570المهنة : نقاط : 12446السمعة : 70تاريخ التسجيل : 03/02/2010العمر : 103 المواضيع المميزة للعضو :
موضوع: رد: قصة قارون مع موسى عليهما السلام الخميس سبتمبر 23, 2010 11:37 am
بارك الله بك
اللهم اجعلنا ممن يكون لهم نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة
اللهم اجعلنا من الشاكرين ومن عبادك الصالحين
يعطيكي العافية
شكرا لك
ننتظر جديدك
ملكة الاحاسيس عاقل برونزي
كيف تعرفت علي الموقع : من خلال صديقالمزاج : عدد المساهمات : 861المهنة : نقاط : 6732السمعة : 48تاريخ التسجيل : 03/10/2009العمر : 30 المواضيع المميزة للعضو :
مكتبة أفلام الساموراي
موضوع: رد: قصة قارون مع موسى عليهما السلام الخميس سبتمبر 23, 2010 12:02 pm