mentos
مشرفة القسم العام
كيف تعرفت علي الموقع : From Kim Sam Soon المزاج : عدد المساهمات : 2684 المهنة : نقاط : 8513 السمعة : 18 تاريخ التسجيل : 05/12/2009 العمر : 28 المواضيع المميزة للعضو :
الفيلــمــ المحبـــوب و الرائــع Titanic
| موضوع: التــوبـاد - حكايـات قيـس و لـيلى الجمعة يوليو 16, 2010 6:48 pm | |
| الســـلامـ عليكــــمـ هـاي عليكــمـ يا اخواتـي و اصحابـي الحلويـن
قلما يوجد من لم يسمع بهذا الجبل المشهور جدا الذي أصبح رمزا للحب العذري ، و إن وجد من لم يسمع به ، فمن المؤكد أنه سمع أو قرأ عن قيس بن الملوح ومحبوبته ليلى العامرية ..الذي عاش في زمن الخليفة الأموي مروان بن الحكم في حدود السنة الخامسة والستين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلوات وأزكى التسليم ..
يقع هذا الجبل في قرية الغيل التي تقع على مسافة 35 كم شمال غرب مدينة الأفلاج التي يعود عمرها لآلاف السنين التي قال فيها أمرؤ القيس الكندي :
بعيني ظعن الحي لما تحملوا ***** لدى جانب الأفلاج من جنب تيموا
وقال فيها لبيد بن ربيعة :
فتكلم بتلكم غير فخر عليكم **** وبيت على الأفلاج ثم مقيم
وبالمناسبة فإن الأفلاج تحمل اسمين ، الأفلاج هو الأسم العربي للفلج الذي ينقل المياه في الأراضي وهو شبيه بالساقي لكنه تحت الأرض ، ويكثر في سلطنة عمان حاليا ، و اسم ليلى ، ويقال أن المدينة سميت بليلى نسبة إلى ليلى العامرية معشوقة قيس وابنة عمه وهما يعودان لقبيلة بني جعدة ..
كما أن هذه القرية تقع على مسافة تزيد على الثلاثمائة وخمسين كيلو مترا من الرياض ناحية الجنوب الغربي ..
منذ مدة وأنا أنوي زيارة هذا الجبل لأراه على الواقع ، وليكون دافعا لي إن ( بغيت ) أحب في المستقبل ، خاصة بعد أن قرأت مخاطبة قيس له بهذه القصيدة الجميلة :
وأجهشت للتوباد حين رأيته **** وكبر للرحمن حين رآني
وأذرفت دمع العين لما عرفته **** ونادى بأعلى صوته فدعاني
فقلت له أين الذين عهدتهم **** حواليك في خصب وطيب زمان
فقال مضوا واستودعوني بلادهم **** ومن ذا الذي يبقى من الحدثان
وإني لأبكي اليوم من حذري غداً**** فراقك والحيان مؤتلفان
الصورة التالية من الناحية الجنوبية للجبل حيث وصلناه مبكرا ..
وفي عرض الجبل رأيت هذا السور القديم الذي يبلغ عرضه في القاعدة حوالي المتر وأكثر ، وكنت اتساءل كيف رفعت هذه المواد الطينية لبنائه ، وهي على سفح جبل ، بقي من هذا السور أجزاء لم تتهدم ، استغله أحد المهتمين عدم اهتمام الجهات المختصة ليكتب عليه جبل التوباد ليعرفه الزائرون ..
وكما قلت لكم فإن المنطقة بعمرها الطويل جدا ، كانت مسرحا لحضارات قديمة ، وهذه المقبرة القديمة جدا ، والتي يكثر بها القبور بشكل لم أراها حتى في المدن الكبيرة القديمة ، ويقترب من المقبرة شرقا سور ومنيع و عال جدا وهو امتداد لنفس السور الذي يمتد إلى جزء من جبل التوياد .
هنا جزء صغير من المقبرة ، التي لا تتناسب حاليا مع عدد سكان القرية ، وهذا دليل قوي وكبير بأن هذه القرية كانت أكبر من ذلك بكثير ..
كان إبناء العمومة قيس وليلى طفلين صغيرين يرعيان البهم ( صغار الماعز ) على سفوح هذه الجبال ، فأعجب بها ، وأعجبت به .
وقال فيها :
تعلقت ليل وهي غرٌّ صغيرةٌ **** ولم يبد للأتراب من ثديها حجم صغيرين ترعى البهم يا ليت أننا *** إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
كبرا معا ، وكبر حبهما ، لكن ( المقاريد ) ما خلوهم يتممون هذا الحب بالزواج ، فبدؤ يوشون لأهل ليلى حتى منعوها عنه ( شايفنها طالعة معه ، رايحين سوا ، جايين مع بعض ، وش يسوي هالصبي والبنية ؟ كل الوقت مع بعض !!! ... وقايلين كلام مهوب زين ما يصلح للنشر ، لو أقوله لكم كان تمسكون رووسكم ، أنتم عارفين أهل القرى وكثرة هرجهم ، ما يخلون أحد بحاله يا دافع البلاء !! ... إلخ ) ..
في أعلى هذا الجبل يوجد غار صغير ، عرف بغار قيس وليلى ، حيث ترددت مقولة أنهما يلتقيان هناك ، لكن قد لا يصح هذا القول مقارنة بالوضع الذي يحيطهما ، فمن الطبيعي أنه عند صعودك لهذا الجبل فإنك سترى ومن مسافة بعيدة ، ولذا من الصعب ان يترافقان معا لهذا الغار ..
هنا قمة الجبل الشرقية ، وهي الطريق المتدرج للنزول ، وإلى الخلف يبدأ الجبل بال{تفاع قليلا ، حتى يكاد يكشف جميع المنطقة المحيطة به ، وهذا يتعارض مع السرية التي كان ينشدها المحبين آنذاك .. كما يلاحظ ارتفاع النخيل الذي يقدر عمره بمئات السنين وكثرته في هذا الوادي الذي تقع فيه قرية الغيل ..
قرية الغيل الذي ذكرها قيس في عدد من قصائده ومنها :
أنت ليلة بالغيل يا أم مالك **** لكم غير حب صادق ليس يكذب
وقال :
كأن لم يكن بالغيل أو بطن أيكة **** أو الجزع من تول الاشاءة حاضر
هنا يظهر السفح الجنوبي للجبل ، وتظهر مزارع النخيل القديمة جدا ، وتلاحظون جغرافية هذه القرية القثديمة ، التي يحدها جبلين من الشمال ومن الجنوب ، وعلى مسافة طويلة جدا .
الجهة الشرقية من الجبل .. و يظهر جزء من المقبرة التي أشرت إليها سابقا ، وأجزاء بعيدة من السور الكبير الذي يحمي القرية قديما .
أضغط هنا لعرض الصورة بأبعادها الحقيقية.
في الصورة التالية وقفت على قمة الجبل وقلت لرفيقي : ( بعذر أبو ليلى عندما رفض تزويجه إياها ، لأنه ( فضح ) بهم ، لو يبي قيس الستر كان دور مكان صاد عن العيون ، مهوب فوق رأس هالجبل رايح جاي ، الله لا يفضحنا !! ) ..
ويقع بوسط قمة جبل التوباد غار يسمى ( غار قيس وليلى ) وهو عبارة عن فتحة صغيرة تقع في منتصف الجبل بمساحة لا تتجاوز أربعة أمتار ، يقال : أن قيس وليلى يجلسان فيه ويتبادلان الشعر والغزل، وقد كتب على أحد الصخور بجوار الغار بيت لإحدى قصائد قيس بن الملوح المشهورة ، تخليدا للقصة المشهورة ، عندما مر بجوار جبل التوباد وتذكر بنت عمه ليلى العامرية ، والأيام الجميلة التي قضياها معا ، عندما كانا صغيرين يرعيان البهم على سفوح جبل التوباد ، بعد أن حرم من رؤيتها وزواجها.
وهذا المقطع إقتبسته بتصرف من أحد الكتابات التي كتبت في إحدى الصحف عن الحبيبين العذريين :
تعلقت ليل وهي غرٌّ صغيرةٌ *****ولم يبد للأتراب من ثديها حجم صغيرين ترعى البهم يا ليت أننا *****إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
فأجابته ليلى باكية لما سمعت شعره:
كلانا مطهر للناس بغضاً ***** وكل عند صاحبه مكين تخبرنا العيون بما أردنا ***** وفي القلبين ثم هوى دفين
فلما سمع مقالتها خر مغشياً عليه , فلما أفاق قال:
صريع من الحب المبرح والهو ****وأي فتى من علة الحب يسلم
ففطن جلساؤه عند ذلك, فأخبروا أباها, فحجبوها عنه ، وعن سائر الناس ، وقدموه الى السلطان فأهدر السلطان دمه إن هو زارها.
فلما حجبت عنه أنشأ يقول:
ألا حجبت عنه ليلى والى أميرها ***** عليّ يمنياً جاهلاً لا ازورها وأوعدني فيها رجال أبوهم ***** أبي وأبوها خثنت لي صدورها على غير شيء غير أني أحبها ***** وإن فؤادي عند ليلى أسيرها وإني إذا حنّت إلى الالف إلفها ***** همّا بفؤادي حيث حنت سحورها
ولما عرف عنه بين القبائل حبه لابنة عمه ، وولهه بها ، قام أبوه واخوته وبنو عمه وأهل بيته ، فأتوا ابا ليلى وسألوه بالرحم والقرابة والحق العظيم ان يزوجها منه, وأخبروه أنه ابتلي بها, فأبى ابو ليلى ولج وحلف, فأخرجه ابوه الى مكة كي يدعو الله في بيته الحرام ان يعافيه مما ابتلي فيه, فلما قدما مكة قال له ابوه: يا قيس تعلق باستار الكعبة, ففعل, فقال: قل اللهم ارحني من ليلى وحبها, فقال قيس: اللهم منّ عليّ بليلى وقربها, فضربه أبوه, فانشأ يقول:
دعا المحرمون الله يستغفرونه ****** بمكة شعثاً كي تمحى ذنوبها وناديت يا رحمن أول سؤلتي ***** لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها وإن أعط ليلى في حياتي لم يتب ***** الى الله عبد توبة لا أتوبها
فأخذ أبوه بيده الى محفل من الناس, فسألهم أن يدعوا الله له بالفرج, فلما أخذ الناس في الدعاء انشأ يقول:
ذكرتك والحجيج لهم ضجيج ***** بمكة والقلوب لها وجيب اتوب إليك يا رحمن مما ***** عملت فقد تظاهرت الذنوب فأما من هدى ليلى وتركي **** زيارتها فإني لا أتوب وكيف وعندها قلبي رهين **** أتوب إليك منها أو انيب
ومرض الشاعر العاشق مرضاً كبيراً ، وازدادت علته وتعسر علاجه, وأعيا الأطباء دواؤه.. ولم ينجح فيه الدواء وصار الى اسوأ حال من توحشه في الصحاري, فشق ذلك على ليلى وأذهلها فدعت بغلام وكتبت اليه: بسم الله الرحمن الرحيم - والله يا ابن عمي ان الذي بي أضعاف ما بقلبك ولكن وجدت السترة ابقى للمودة واحمد في العاقبة
فلو أن ما ألقى وما بي من الهوى ***** بأرعن ركناه صفاً وحديد تقطع من وجد وذاب حديده **** وأمسى تراه العين وهو عميد ثلاثون يوماً كل يوم وليلة ***** أموت وأحيا إن ذا لشديد
فأجابها قيس عن كتابها بعدة أبيات منها:
وجدت الحب نيراناً تلظى ***** قلوب العاشقين لها وقود فلو كانت إذا احترقت تفانت ***** ولكن كلما احترقت تعود كأهل النار إذا نضجت جلودٌ ***** أعيدت للشقاء لهم جلود
وبينما هو في أودية مصلة وهو حزين كئيب إذ مر به فارسان فنعيا إليه ليلى وقالا: مضت لسبيلها فخر قيس مغشياً عليه, فلما أفاق مضى حتى دخل الحي بعدما لم يكن يمر به إلا من بعيد, فأتى أهل بيتها فعزاهم, فعزوه فقال: دلوني على قبرها, فلما عرفه رمى بنفسه على القبر والتزمه, وأخذ يقول فيها القصائد والأشعار وأصبح قيس هائماً في الصحراء لا يرجع إليه عقله إلا بذكر ليلى ورثائها حتى يغشى عليه.
ويقول أحد الأعراب: فلما أن بكرت إليه وطلبته فلم أقدر عليه فانصرفت الى الحي وأعلمتهم. فقام اخوته وبنو عمه وأهل بيته فطلبناه يومنا وليلنا, فلما أصبحنا هبطنا الى وادٍ كثير الحجارة والرمل إذا به (ميتاً) وقد كان خط بإصبعه عند رأسه هذين البيتين من الشعر:
توسد أحجار المهامة والقفر ***** ومات جزِع القلب مندمل الصدر فياليت هذا الحب يعشق مرة ***** فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
فرثيناه وعلت أصواتنا بالبكاء وحملناه الى الحي, فبكى عليه الغريب والقريب, وكل من سمع باسمه يوماً, ثم غسلناه وكفناه ودفناه الى جانب قبر ليلى.. مات العاشق الولهان.. دون ان ينعم بابنة عمه وماتت العاشقة الولهانة دون ان تنعم بابن عمها
وهذا حال المحبين.. دموع, وآهات, وسهر ونيران, وجراح ومع ذلك لا يتوبون أبداً. لحظة عطاء ما بين جوعي وشوقي اليك تظل البيارق مرفوعة ووهج المسافة ليمتد في ورق الليل, والعيون مسافرة, والميادين مفتوحة, النشر على الأفق صفحة من كتاب التمرد على التقاليد والروتين القاتل, وتعال إليّ فالشوق في قلبي يناديك والحب في فؤادي ينتظرك.
و قد قال فيه أمير الشعراء أحمد شوقي قصيدة مشهورة جدا منها :
جبل التوباد حياك الحيا *****وسقى الله صبانا ورعا
فيك ناغينا الهوى في مهده *****ورضعناه فكنت المرضعا
وحدونا الشمس في مغربها ***** وبكرنا فسبقنا المطلعا
وعلى سفحها عشنا زمناً ***** ورعينا غنم الأهل معا
مـما اعجبنــي نقلتــه لكـم
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اتمنى موضوعي يكون عجبكم... مستنية ردودكم...
I'm Waiting Your Answers For My Topic....
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
See You Soon
| |
|
ujena عاقل فضي
المزاج : عدد المساهمات : 1683 المهنة : نقاط : 7449 السمعة : 11 تاريخ التسجيل : 25/09/2009 العمر : 30
| موضوع: رد: التــوبـاد - حكايـات قيـس و لـيلى الجمعة يوليو 16, 2010 9:24 pm | |
| واااااااااااو ابدعتى يا مونو فى الطرح موضوع كتير حلو و متناسق و مكتمل
كتيييييييييييير مميز
ايه اكيد كلنا نعرف قيس و ليلى و لكن هنالك الكثير من المعلومات الجديدة التى عرفتها عنهم اليوم
يسلموووووووووووو مونو
شكراااااااااااا لك سلمت اناملك
| |
|
mentos
مشرفة القسم العام
كيف تعرفت علي الموقع : From Kim Sam Soon المزاج : عدد المساهمات : 2684 المهنة : نقاط : 8513 السمعة : 18 تاريخ التسجيل : 05/12/2009 العمر : 28 المواضيع المميزة للعضو :
الفيلــمــ المحبـــوب و الرائــع Titanic
| موضوع: رد: التــوبـاد - حكايـات قيـس و لـيلى الجمعة يوليو 16, 2010 9:47 pm | |
| ثانكيووو كتير حبيبتي يجي على ذوقك و ردك الجميل و دعمك ليا يا قمر... اسعدني تواجدك.. | |
|